أدوات العصر والأسرة . صراع على تربية جيل اليوم . التربيه في هذا العصر . قضايا الأجيال
أدوات العصر والأسرة . صراع على تربية جيل اليوم . التربيه في هذا العصر . قضايا الأجيال . موضوع عن الاسرة والجيل اليوم . بحث عن جيل اليوم .بحث عن صراع على تربية جيل اليوم . بحث عن الاسرة والمجتمع
.
أدوات العصر والأسرة.. صراع على تربية جــــــــيل اليوم
.
.
أطفالنا فلذات أكبادنا، وأحلامنا التي نسعى لتجسيدها على أرض الواقع على مر السنين، باهتمامنا المضاعف بهم، وسعينا إلى تجاوز العقبات التي صادفتنا في حياتنا، حتى لا تكون عائقاً أمام مستقبلهم الغامض، الذي تلفه عوامل مجهولة، وبعضها غريب بالنسبة إلينا.
هذا الجهد الأسري اللا متناهي، تتحكم بهم عوامل أخرى، بعضها يخرج عن سيطرة الأسرة، وتعتبر أكثر خطورة من أمور أخرى مادية وملموسة، قد نعتبرها تهديداً لمستقبلهم.
أبرز تلك التحديات، هي أدوات العصر التكنولوجية خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت العالم بمثابة قرية واحدة صغيرة، وضعف بنيان الأسرة واختلال مسؤولياتها الاجتماعية، إلى جانب بعض الصيحات التي لا تلائم أعمار أو بيئة أطفالنا، وتصبح مجاراتها أمراً حتمياً عليهم، حتى لا يكونوا منبوذين في مجتمعهم الخارجي.
عناصر تزداد خطورتها مع مرور الوقت، وتُدخل إلى معظم البيوت غرباء يساهمون بشكل كبير في تشكيل شخصية ومستقبل أبنائنا، أكثر من أي شئ، ما يجعل وجود الأسرة بشكل قوى ومتماسك في حياة الطفل قضية حتمية لخلق أجيال تحمل قيمنا ومبادئنا، لا صيحات وأسلوب حياة غيرنا.
ويرى البعض أن الحياة المعاصرة معضلة للجيل الحاضر الذي بات مختلفاً في طريقة حياته عن الجيل السابق، وهو ما يفرض تحديات كبيرة ليس للأسرة وحسب بل وللمجتمع.
الغرباء يشاركون في تربية الأبناء
غنّت له كما لم تغنّ لأحد، كان وطنها وكان مستقبلها وكان حبها الحقيقي الأول. وكانت تناديه تحبباً يا صغيري. هي أم فؤاد، وهو فؤاد البالغ من العمر الآن 17 عاماً، والذي ربته بالاشتراك مع الدنيا بأسرها، على حد قولها.
ليلى أو كما يناديها الناس »أم فؤاد«، تنبهت إلى ما تراه من قسوة بكرها الشاب اليافع. »ليس قسوة، ربما شيء آخر، تقول وهي تحاول الدفاع عنه عندما تسمع نبض قلبها يتوجع لذهابه في حال سبيله، وقد كبر وربما نسي أنها والدته التي أنجبته وسهرت الليالي على راحته، منذ أن كان في المهد صغيراً.
صغيرها كبر، وصغيرها صار رجلاً يغضب ويفقد أعصابه، ولم تعد هي الأهم في حياته. بل باتت مجرد مصدر تمويل أو طريقاً لحاجة يريدها، ويدير ظهره لها ويمضي عندما لا تنجزها.
بداية المعاناة
تستغرب أم فؤاد من أنها تريد أن تسمع منه كلمة أحبك يا أمي يا ست الحبايب، »ألست أمّه؟« تسأل باستغراب واستهجان، لكن ليس هذا كل هم أم فؤاد التي تريد من ابنها أن يكون كما تحب أن تراه، رجلاً عربياً مسلماً صاحب خلق ونجاح.
تقول الأستاذة الجامعية إلهام عليان: إن »الأم لا تكاد تدرك أن ابنها الذي كان بحاجة إليها حتى في ارتدائه لبنطاله، أصبح مستقلاً. تريده على الدوام ما اعتادت هي عليه. لكنه لا يفهم وهنا تبدأ المعاناة.
ووفق عليان، فإن الحياة المعاصرة شكلت معضلة حقيقية للجيل الحاضر، مشيرة إلى أن الجيل المعاصر بات مختلفاً في طريقة حياته وتربيته عن الجيل السابق، وهو ما يفرض تحديات كبيرة ليس للأسرة وحسب بل وللمجتمع كذلك.
وسائل التواصل الاجتماعي
وتضيف الأستاذة الجامعية قائلة: لم يعد الأمر أنك تربي الطفل وحدك. اليوم بات شخص ما في الولايات المتحدة يجلس في غرفة نومه ويقوم بالتأثير في طفل في إحدى القرى النائية في الأردن من دون أن يدري الأميركي ولا الأردني ذلك، وبالتأكيد من دون أن تشعر الأسرة.
وتوضح أن شبكات التواصل الاجتماعي وكل التطور الحاصل في التكنولوجيا يعني بالضرورة حياة مختلفة للأطفال عن تلك التي اعتاد عليها أبناؤهم .
مرآة ذويه
بينما يرى أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي، أن خروج المرأة للعمل شكل تحدياً لا يستهان به أمام الجيل الجديد في زمن العولمة، وما تبعه من معيقات وضغوط تواجه الأم وطفلها.
ويقول الخزاعي : اليوم الأسرة، والأم في المقدمة، مضطرة لمواكبة تطور الطفل من خلال تفهم ما يجري في المجتمع بأسره ، مشيراً إلى أن الأسرة إذا ما تفهمت هذه التحديات يمكن أن ترفع نفسها وأطفالها إلى مستقبل يتطلب منها أن تكون كذلك.
ويضيف أستاذ علم الاجتماع أن الطفل في النهاية مرآة ذويه، حتى مع وجود عالم جديد من الإنترنت، مشيراً إلى أن السلوك الحسن للأسرة مع نفسها ومع الطفل يجري ترجمته فوراً على سلوك الطفل، كما أن السلوك البذيء المرفوض عقلاً وشرعاً ودينا لا يجوز ممارسته أو تبريره.
ويوضح الخزاعي أن المطلوب مواجهة ما من شأنه تحويل كيان الطفل إلى كارثة اجتماعية بشتى الطرق القانونية والأمنية والتكاتف الاجتماعي، الوقوف سداً منيعاً أمام أي سلوكيات عنيفة من قبل الأسرة على طفلها.
اختلال المسؤوليات ينذر بأبنــــــاء مضطربين
لا تتوقف الدراسات التربوية النفسية والاجتماعية عن التحذير من مخاطر التفكك الأسري، لما فيه من انعكاس مباشر على الأبناء الذين يتقاذفهم الضياع وفقدان الاستقرار والعديد من الأمراض النفسية. ويؤكد الخبراء أن أي خلل في بنيان الأسرة، التي هي ملاذ الأمان وواحة الاستقرار يؤثر سلباً في تشكيل نفسية وشخصية الطفل، وقد يقوده هذا الخلل إلى الشارع أو الجريمة.
فيما يعتبر الاستقرار الأسري أفضل وسيلة لتنشئة أطفال أسوياء. وتكشف الأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة »اليونيسيف«، أن التفكك الأسرى يلعب دوراً كبيراً في تنامي ظاهرة أطفال الشوارع، والذين وصلوا بحسب إحصاءات المنظمة إلى مليوني طفل، أغلبهم يتسم بالعدوانية والجنوح إلى الجريمة.
فطرة نقية
الطفل يولد على الفطرة النقية، ويتعلم كل الصفات السوية من صدق وأمانة ومحبة شيئاً فشيئاً من البيئة، فإذا كان المحيطون به يراعون الصفات الإيجابية هذه فإنه ينشأ عليها، أما إن كانت التنشئة سلبية والمحيط الأسري يعاني من خلل..
فحتماً ستتحول الفطرة السليمة إلى كيان سلبي، هذا ما تؤكده مدرسة الطب النفسي في كلية الآداب بجامعة عين شمس داليا مؤمن، موضحة أن الطفل إذا نشأ في وسط أسرة تتبنى الكذب في كل شؤونها فسيسهل عليه الكذب، خصوصاً إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان.
تكامل أدوار
بدورها، توضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس سامية خضر، أن التربية الصحيحة لابد وأن تقوم على التكامل بين الزوجين من حيث توزيع الأدوار والمهام.
فحدوث أي اختلال في توزيع المسؤوليات والأدوار في الأسرة ينذر بتفككها وإنتاج أبناء مفككين نفسياً وغير أسوياء، لهذا تحرص الدول المتقدمة على أن تنمي وعي الزوجين بأدوارهما كأب وأم منذ لحظة الحمل الأولى، فلا يمكن أن تحضر الزوجة لمتابعة حملها من دون وجود الزوج، أو أن تدخل غرفة الولادة دون أن يرافقها.
وتوضح خضر أن غياب دور الأب له سببان، أحدهما غياب اضطراري ناتج عن ظروف خارجة عن إرادة الأب مثل الهجرة أو الطلاق، وهذا الغياب يكون مبرراً بعض الشيء لكن لا يمنع من تأثيره السلبي، أما الغياب المعنوي فهو الحضور المادي مع غياب الدور الفعلي، وهذا النوع له تأثيراته الخطيرة على الطفل.
الأب البديل
وتضيف أستاذ علم الاجتماع قائلة: إن الاعتماد الكامل على الأم في تربية الأبناء من شأنه أن ينشئ طفلاً أنانياً ضعيف الشخصية، فاقد الثقة بالنفس، يبحث عن الأب البديل في الشارع ليعوضه الاحتياج النفسي.
دليل عماني لحماية الطفل ومطالب بمزيد من الدراسات
ترصد الجهات المعنية بقضايا الطفولة في سلطنة عُمان العنف الاجتماعي والثقافي الذي يتعرض له الأطفال، والناتج عن التغيرات المحيطة، بسبب الكثير من العوامل المتعلقة بالتغيرات الاجتماعية وبتسارع وتيرة ثورة المعلومات، ما يضع الأطفال أمام مخاطر ما تبثه الفضائيات، إلى جانب عدم وعي الوالدين في أساليب التربية الصحيحة.
وقد وضعت السلطات المعنية بالتشريعات الخاصة بالطفولة أخيراً دليلاً مرجعياً للجان حماية الطفل، تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة »اليونيسيف«..
وهو يحتوي على وحدات تتعلق بحقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، والمواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل التي صادقت عليها السلطنة، اضافة الى قانون الطفل العماني والتشريعات الوطنية في هذا الإطار، وآليات لتطوير الحماية الأسرية بشكل عام.
حماية حقوق
تقول سلوى بنت جمعة اللواتي، وهي أم لأطفال، »من المهم جداً وضع مثل هذا الدليل ورفده بالقوانين الخاصة بالطفولة لحماية الطفل، خاصة أن هناك حالات في المجتمع يتعرض فيها الطفل للإيذاء النفسي والجنسي، وهذا الدليل يشمل كيفية التقييم والتدخل في حالات تعرض الطفل للتحرش الجنسي والإساءة، إلى جانب مهارات حول كيفية التعامل مع الطفل إذا كان ضحية نفسية.
بدورها، تقول المتخصصة في تقديم برامج الأطفال التلفزيونية كلثم بنت محمد الزدجالي: إن الطفل حقه مهضوم في وقتنا الراهن، فلا هو طفل ولا هو راشد، نعيش اليوم مع طفل متذبذب في عصر العولمة والفضائيات، لذا نحتاج إلى مزيد من الدراسات الإعلامية الجادة حول تحديات الطفولة ومزجها بالقوانين الموجودة.
وتضيف الزدجالي أنه يجب منع الطفل من استخدام التكنولوجيا، كي لا يرتبط أكثر بالتقنيات الحديثة التي تهدد طفولته. وتتابع: للأسف.. طفل اليوم فاقد الذاكرة، لا يعرف الحساب والجمع والطرح إلا عن طريق الآلة الحاسبة.. وغير مدرك للآيات القرآنية والأحاديث والسيرة النبوية سوى أداء للواجب والامتحان والشهادة فقط.
مخاطر وازدواجية
من جانبها، ترى الباحثة التربوية عضو مؤسس جمعية الطفولة والأمومة في مسقط عزيزة الطائي أن التحديات التي تواجه الطفولة تتمثل في التدفق الإعلامي وثورة المعلومات بشكل أساسي، ورغم انه لا تتوافر إحصاءات عن عدد الأسر التي تستقبل البث الفضائي، لكن كل المؤشرات ترجح أن هناك زيادة مطردة في عددها، وذلك نتيجة رخص أسعار تكنولوجيا استقبال البث الفضائي.
وتوضح الطائي أنه رغم ما يتيحه التدفق الإعلامي والمعلوماتي لأطفال الأسر العربية من فرص للتعرف على العالم الخارجي والتعلم لاكتساب خبرات جديدة.
إلا أن واقع الحال يشير إلى أن هناك عددا من المخاطر ترتبط أساسا بأغلب ما يبث عبر الفضائيات العربية والأجنبية، وهي برامج ومضامين وإعلانات مستوردة من ثقافات لا تمت بصلة لثقافتنا العربية، ما ينتج عنه نوع من الازدواجية والتناقض بين واقعهم وبين الواقع المنقول لهم عبر شاشات قنوات عربية وأجنبية.
وتشير إلى أنه خلال العقدين الماضيين تراكمت الأدلة على الأثر السلبي لمشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الإلكترونية في التحصيل الدراسي.
وتكشف الطائي تحدياً آخر يواجهه طفل اليوم في الفهم الاستهلاكي الذي لا نهاية له، ويسبب ضغوطا اقتصادية مستمرة، الأمر الذي قد يثير توترات في عملية التنشئة الاجتماعية ..
وفي العلاقة بين الوالدين والصغار. وهنا تبرز ضرورة الحرص على إثارة الحوار بين الأبناء بشأن جدوى مصداقية الإعلانات، والسلع، والخدمات التي يرغبون في الحصول عليها، مع تعليم الصغار القناعة والرشد في الاستهلاك والاكتفاء، والقدرة على الاستغناء، والأهم أن يكون سلوك الوالدين قدوة ونموذجاً يحتذى أمام الصغار.
وتضيف عضو جمعية الطفولة والأمومة في مسقط قائلة: إن البحوث أثبتت أن من أهم أسباب تعاطي أو إدمان الأبناء للمخدرات تتمثل في وجود تاريخ له داخل الأسرة، أو التفكك والانهيار الأسري نتيجة الطلاق أو الهجر أو الخلافات الشديدة بين الأبوين، وضعف الوازع الديني، وصحبة الأقران، والتدخين قبل بلوغ سن البلوغ.
وتشدد على ضرورة لعب الوالدين دورا فاعلا لسد منافذ الإغراء ونقاط الضعف عند الأبناء، التي تؤدي بهم إلى الانحراف،
شريطة أن يعي الوالدان أهمية دورهما بالإشراف والتوجيه بأساليب تربوية تعتمد على الحوار والنقاش والقدوة الحسنة.
شريطة أن يعي الوالدان أهمية دورهما بالإشراف والتوجيه بأساليب تربوية تعتمد على الحوار والنقاش والقدوة الحسنة.
... منقول بتصرف ...
-- مـــــــــــــــــ ابوــــــــــــروان --
9999999999999999999999
أضف تعليق